بأسلوب مفعم بالصدق والوفاء، قدّم الأستاذ فيصل بن خاتم الخاتم كلماته عن الدكتور عبدالواحد بن سعود الزهراني، شاعر الفكر والقيم، ليضعه في مكانة تستحقها قامة وطنية وإنسانية رفيعة.
فيصل بن خاتم الخاتم يقول:
-
جاء تكريم الدكتور عبدالواحد بن سعود الزهراني، الذي لم يكن شاعرًا بارزًا وحسب، بل شخصية تجسد قيم الوفاء والبرّ والالتزام الوطني والاجتماعي. فهو يقدم نموذجًا فريدًا للجمع بين الإبداع الأدبي والالتزام بالقيم الإنسانية؛ يكتب الشعر بقلب صادق، ويعيش الوفاء في أفعاله اليومية، ويحوّل كل كلمة وكل لقاء إلى فرصة لنشر الثقافة والوعي، بعيدًا عن اللهاث وراء الشهرة أو الاعتراف الشخصي. إن تكريمه ليس مجرد احتفاء بإنجاز شعري، بل إشادة صادقة بشخصية وطنية أصيلة تعكس عمق الثقافة السعودية وصدق القيم الإنسانية المتجذرة فيها.
-
يظل البعد الإنساني جزءًا من جوهر هذا التكريم، حيث تمتد جذور العلاقة بين الأسرتين لأكثر من أربعة عقود، من خلال صداقة الوالد – رحمه الله – بوالد الدكتور عبدالواحد، وهي صداقة قائمة على المودة والوفاء والبرّ، وقد بقي أثرها ممتدًا في الأبناء. وهذا الامتداد يؤكد أن تكريم الرموز الوطنية ليس مجرد احتفال، بل هو تعبير عن عمق الروابط الإنسانية والاجتماعية التي تتجاوز الأجيال.
-
رعايتي لهذه المناسبة، فقد انطلقت من قناعة راسخة بأن الاحتفاء بالمبدعين وفاءٌ لعطائهم، وحفظٌ لمكانتهم في وجدان المجتمع، الذي يقوم على المعرفة والوعي والإبداع وإن الثقافة ليست مجالًا هامشيًا، وإنما هي أساس بناء الإنسان وصناعة المستقبل. وقد جاء دعمي لهذه المبادرة ليؤكد أن الوفاء للمبدعين مسؤولية وطنية قبل أن يكون مبادرة فردية، ورسالة حيّة بأن الوطن لا ينسى أبناءه الذين يضيئون الطريق بعطائهم.
كلمات الأستاذ فيصل بن خاتم الخاتم تكشف بوضوح أن تكريم الدكتور عبدالواحد الزهراني يتجاوز الاحتفاء بالشعر، ليصل إلى عمق الوفاء الوطني والإنساني، مؤكّدًا أن الوطن يحفظ لمبدعيه مكانتهم في الذاكرة والوجدان.