نستعرض رأي د. عبدالله الغذامي في عالم النقد الأدبي والثقافي السعودي، حيث يحتل الأستاذ الدكتور عبد الله محمد عبد الله الغذامي مكانة بارزة كأحد أهم الأصوات النقدية التي أثرت في المشهد الثقافي منذ منتصف الثمانينات. وهو أكاديمي وناقد سعودي مرموق، أستاذ النقد والنظرية في كلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة الملك سعود، وله إسهامات عديدة في دراسة الشعر والثقافة والمرأة، كما حصل على جائزة شخصية العام الثقافية من جائزة الشيخ زايد للكتاب عام 2022 تقديرًا لمسيرته النقدية المتميزة. وقد كتب الغذامي في صحف ومجلات متنوعة، وشارك في العديد من الهيئات الثقافية والأكاديمية، مما جعله صوتًا مؤثرًا بين الحداثيين والتقليديين، وصوتًا أخلاقيًا يُحتذى في المشهد الأدبي السعودي.
وفي صدد الكتابة عن الشاعر عبد الواحد الزهراني، عبّر الغذامي عن تأثره وارتباكه بين معالجة الشاعر كبروفيسور وأكاديمي من جهة، وبين تقديره للشاعر الجماهيري الذي يحلق في سماء شعر العرضات من جهة أخرى، فقال:
“تحرك عندي الشغب المصطلحي في الكتابة عن البروفيسور والأكاديمي أم عن الشاعر الجماهيري المحلق في شعر العرضات. عبد الواحد وفي لشرطه الأكاديمي تصدى لنموذج مهذب من العرضات فيه ما في العرضات من جهورية وصلابة ومتانة وتعالٍ، ولكنه نجح في التخلص من الحروبية واستعراض القوة أمام خصم مفترض، وأخذ بالمعنى الوطني الذي تعيشه ثقافتنا وبالمعنى الحداثي للثقافة والذوق الشعري.”
هذا الرأي يعكس تقدير الغذامي العميق لتوازن عبد الواحد الزهراني بين أصالة الشعر الشعبي في العرضات والذوق الحداثي والوطني في التعبير الشعري، ويظهر مدى احترامه لإبداع الشاعر الذي يدمج بين قوة الأداء الجماهيري والبعد الأكاديمي المتزن. ومثل هذا التحليل النقدي لا يسلط الضوء على الشاعر فقط، بل يعكس أيضًا عمق التجربة النقدية للغذامي، الذي جمع بين الخبرة الأكاديمية والقدرة على قراءة النصوص الثقافية بعين ثاقبة، ما يجعله مرجعًا هامًا لفهم مسيرة عبد الواحد الزهراني وأثره في الشعر والثقافة السعودية.






