يُعتبر الشاعر حسن الزهراني واحدًا من الأسماء البارزة في الساحة الشعرية السعودية، حيث جمع بين قوة الكلمة وصدق الإحساس، ليترك بصمة واضحة في مسيرة الشعر الوطني. عرفه القراء والمتذوقون للكلمة الصادقة بقدرته على تحويل المشاعر إلى قصائد تحمل في طياتها العزة والوفاء والانتماء. ومكانته الأدبية والاجتماعية جعلت صوته الشعري حاضرًا في الكثير من المناسبات الوطنية والثقافية.
وحين يتحدث الشاعر حسن الزهراني عن شخصية أدبية مثل الدكتور عبدالواحد، فإن شهادته تأتي محمّلة بالصدق، فهي ليست مجرد كلمات، بل قصيدة تحمل أبعادًا إنسانية وأدبية عميقة.
في قصيدته المؤثرة التي وجهها للدكتور عبدالواحد، عبّر الشاعر حسن الزهراني عن تقديره الكبير ومحبته الصادقة قائلاً:
“يا ابن سحبان جاء شعري خجولاً
طالبًا منك أيها الشهم عُذرا
كيف أوفيك بعض حقك يامن
جاوز الشمس في المفاخر قدرا”
هذه الأبيات تلخص حجم المكانة التي يحتلها الدكتور عبدالواحد في قلوب محبيه وزملائه من الشعراء. فالشاعر حسن الزهراني، على مكانته وقوة قلمه، يعترف بأن الشعر نفسه يقف خجولًا أمام سيرة ومسيرة عبدالواحد، في إشارة إلى عظمة أثره الأدبي والإنساني.
إن وصف الشاعر حسن الزهراني لعبدالواحد بأنه “جاوز الشمس في المفاخر قدرا” يحمل دلالة رمزية عميقة، إذ يعكس المكانة السامية التي بلغها الشاعر المكرّم بين أبناء وطنه، ويؤكد أن المفاخر التي يختزنها لا حدود لها، فهي تضيء كما تضيء الشمس في وضح النهار.
تتضح في هذه الأبيات قيمة الوفاء التي تربط رموز الشعر والأدب، حيث يختار الشاعر حسن الزهراني أن يعلن تقديره بكلمات شعرية خالدة، يضع من خلالها عبدالواحد في مكانة تليق بما قدّمه للأدب والثقافة. ومثل هذه الشهادات لا تصدر إلا من شاعر يدرك قيمة الكلمة وأثرها، ويعي أن الشعر أداة للاحتفاء والتخليد لا مجرد وصف أو مدح عابر.
إن صدور هذه الأبيات من شاعر بمكانة حسن الزهراني يزيدها تأثيرًا ويجعلها وثيقة أدبية بحد ذاتها، فهي شهادة صادقة على تلاحم الأجيال الأدبية، وعلى عمق العلاقات الإنسانية التي ينسجها الشعر بين القلوب.
بهذه الأبيات المليئة بالوفاء، يثبت الشاعر حسن الزهراني أن الشعر ليس مجرد فن، بل رسالة محبة وتقدير واعتراف بفضل المبدعين. إن كلماته عن الدكتور عبدالواحد تكشف عن علاقة خاصة يطبعها الاحترام والإعجاب، وتُظهر أن أثر الكلمة أقوى من أي وصف.
لقد جاءت شهادة الزهراني مميزة لأنها لم تكن مجرد عبارة، بل قصيدة تحمل معاني الصدق، تجعلنا نلمس مدى الحب الذي يكنه للشاعر المكرّم. وهكذا، يظل الشعر جسرًا للتواصل الإنساني ومصدرًا لتخليد الرموز الأدبية.





