معالي رئيس جامعة الباحة أ. د . عبدالله الحسين يقول اليوم إذ نحتفي بتكريم الأستاذ الدكتور عبدالواحد بن سعود الزهراني، فإننا نستلهم نهج قيادتنا الرشيدة التي أرست ركناً أصيلًا في تكريم أبناء الوطن المخلصين، وجعلت من تكريمهم صورةً ناصعة لروح القيادة التي تُعلي من قيمة الإنسان، وترى فيه الثروة الحقيقية لبناء الوطن. وما يفعله قادتنا من إشاعة ثقافة الوفاء إنما يضع على عاتقنا جميعًا مسؤولية مواصلة هذا النهج، كي يكون الشكر قاعدةً للتعامل اليومي، لا استثناءً في المناسبات.
إن تعزيز ثقافة التكريم في أوساط المجتمع هو استثمار في إنسانه أولًا، إذ يحفّز المبدع على المزيد من العطاء، ويؤكد للجيل الصاعد أن كل جهد مخلص هو محل تقدير واعتراف. ومتى ما شعر المبدع أن ثمرة عمله لا تُهمل، وإنما تُصان بالتكريم، فإنه سيبذل أضعاف ما بذل، وسيرى في عطائه رسالةً لا تتوقف عند حدود الذات بل تمتد إلى فضاء المجتمع كله.
المحتفى به الأستاذ الدكتور عبدالواحدالزهراني، حمل همَّ مجتمعه، وأفاض في شعره محبةً صادقةً لوطنه ووفاءً مخلصًا لقادته. فجعل من الكلمة رسالة، ومن الحرف جسرًا يصل الماضي بالحاضر، ومن صدق الانتماء قدوةً معرفية وشعرية يتأسى بها طلاب الأدب وروّاد الشعر، ويستضيء بها الوعي الجمعي..
إن معرفتي بالأخ الأستاذ الدكتور عبدالواحد الزهراني كشاعر تتجاوز معرفتي به كزميل أكاديمي لي في جامعة الباحة؛ ولعل معرفتي به عن قرب كزميل ألقى علي بظلاله الوارف بما يمتلكه من سمت أخلاقي وأدب جم، وخلال تجمع ما بين الأمانة والإخلاص في العمل؛ فضلاً عن حزمة من الصفات التي تنمّ عن رجولة ماثلة، وأصالة متوارثة.
فإذا كانت “الباحة”، تفخر برجالاتها كما أفتخر، وتتشرّف بما تملكه من قامات سامقة يشار إليهم في مقام الاعتزاز؛ فإن “عبدالواحد” أحد أولئك الرجال الذين يحق لي الفخر بهم، والاعتزاز بمعرفته
