يُعَدّ الإعلامي والمستشار جابر القرني واحداً من الأسماء البارزة في المشهد الثقافي والإعلامي السعودي. بخبرته الطويلة الممتدة عبر عقود في وزارة الحرس الوطني، وإشرافه على الشؤون الإعلامية لمهرجان الجنادرية، وتقديمه لبرامج راسخة مثل “صنوان”، ارتبط اسمه بالثقافة والإبداع والاحتفاء بالمنجز الوطني في مختلف مجالاته. لم يكن جابر القرني مجرد إعلامي، بل كان شاهداً وموثقاً لمسيرة الإبداع الشعري والفني في المملكة، وهو ما انعكس في مؤلفاته التوثيقية لأوبريتات مهرجان الجنادرية، التي أصبحت جزءاً من الذاكرة الوطنية الجمعية.
ومن هذا المنطلق، جاءت شهادته عن الشاعر الدكتور عبد الواحد بن سعود الزهراني شهادة عميقة تكشف إدراكه لأهمية هذا الاسم في الشعر الجنوبي والساحة الأدبية عامة. حيث قال:
الشاعر الدكتور عبدالواحد الزهراني يعدّ من الأسماء البارزة التي أسهمت بجهد استثنائي في رفد الساحة الأدبية والشعرية بإبداع متفرد. الاسم الأبرز والأشهر والنجم الأول في شعر العرضة الجنوبية وأول من خرج بها من محيطها الإقليمي ونقلها إلى آفاق أرحب وأوسع. سيظل إرثه الأدبي والثقافي شاهدًا على شاعر استثناني متفرد، وسيظل ‘عبدالواحد الزهراني’ رمزاً وطنياً في سماء الإبداع والفكر والثقافة، جديراً بالتكريم والتقدير والاحتفاء.
هذا الرأي لا يأتي من فراغ، فعبد الواحد الزهراني بالفعل مثّل نقطة تحوّل في الشعر الجنوبي، إذ جمع بين الأصالة والابتكار، وبين الانتماء إلى التراث والقدرة على تجديده. استطاع أن يقدّم نموذجاً متفرداً لشعر العرضة الجنوبية، ينقله من محليته الضيقة إلى فضاء وطني وعربي أوسع، ليصبح عنواناً للهوية والاعتزاز الثقافي.
إن شهادة جابر القرني في حق عبد الواحد تحمل قيمة مضاعفة، فهي صادرة من إعلامي ومثقف خبر الساحة الثقافية والإبداعية عن قرب، وعاصر التحولات الكبرى التي شهدها المشهد الأدبي والفني السعودي خلال العقود الماضية. وهي شهادة تؤكد أن تجربة عبد الواحد ليست مجرد تجربة شعرية فردية، بل هي إرث ثقافي سيبقى حاضراً في وجدان الأجيال المقبلة.
لقد عبّر جابر القرني بكلماته عن إجماع واسع بين النقاد والجمهور حول مكانة عبد الواحد الزهراني كأيقونة شعرية وثقافية. فشاعر العرضة الجنوبية الأول لم يكن مجرد صوت في زمنه، بل كان صوتاً للأرض والتراث والانتماء، وصورة حية للإبداع السعودي الذي يربط الماضي بالحاضر ويستشرف المستقبل. ومن هنا، يصبح من الطبيعي أن يظل عبد الواحد رمزاً وطنياً يُحتفى به، كما يصبح من الواجب على الساحة الثقافية أن تستمر في توثيق منجزه وصونه للأجيال القادمة.
