الأعمال الكاملة

للشاعر عبدالواحد الزهراني

https://abdlwahed.com/wp-content/uploads/2025/09/white_bottom_01-big-size.png
bt_bb_section_bottom_section_coverage_image

الدكتور صالح بن سعيد الزهراني

صالح سعيد الزهراني

يُعد الأستاذ الدكتور صالح بن سعيد الزهراني من أبرز الشعراء والأكاديميين السعوديين المعاصرين، حيث أسهم بشكل فعّال في إثراء الحركة الأدبية والنقدية في المملكة. ولد في منطقة الباحة عام 1381هـ، وعمل أستاذًا بقسم البلاغة والنقد في كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة. وقد نال عدداً من الجوائز المرموقة، منها جائزة التميز في البحث العلمي بجامعة أم القرى، وجائزة امرئ القيس للإبداع الشعري، وجائزة شخصية العام الثقافية بمنطقة الباحة، تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في الشعر والنقد والثقافة السعودية.

يُعرف الدكتور صالح الزهراني بعمق رؤيته النقدية وقدرته على تحليل النصوص الشعرية بدقة، فهو لا يكتفي بقراءة النصوص على سطحها، بل يتتبع المعاني والدلالات ويستكشف أبعاد التجربة الشعرية والثقافية التي تنبع منها. وقد كتب العديد من الدراسات والرسائل الجامعية عنه وعن شعره، بالإضافة إلى المقالات النقدية التي ساهمت في إثراء النقاش حول الشعر السعودي المعاصر، وخاصة في مواضيع الرمز، والهندسة النصية، وعلاقة الشعر بالتراث والقيم الوطنية.

رأي الدكتور صالح بن سعيد الزهراني 

عبد الواحد يقف على أكتاف كثير من العمالقة من امرىء القيس حتى أبو رزق، وبناء بيته الشعري الخاص في مدينة الشعر بحاجة إلى رصيد ثقافي كبير، ووعي شعري خاص يكون به عبد الواحد ابن التراث البار الذي ينتمي إليه ويضيف عليه، ويتصل به وينفصل عنه. ثقافة التكريم ليست ترفاً اجتماعيًّا. إنها حراسة للقيم النبيلة، واحتفاءٌ بالإنجاز الخلاّق، وتحفيزٌ لبلوغه، وتحويله إلى سلوكٍ جمعيّ تترقّى به النفوس، وترقى المجتمعات، وفكرةٌ عابدةُ تحيل المعرفة إلى مهارة، وما لم تتحول المعارف إلى مهارة؛ فإنها تستحيل إلى شارة فارغة من المعنى. تجربة عبد الواحد الشعرية تجربة جديرة بالحفاوة والتكريم، لأنها ثمرةُ مكابدةِ مبدعٍ استطاع أن يكون وفياً لتراثه الشعري الجامع، وقادراً على الاستقلال عنه؛ وهذا هو الإبداع فالإبداع اتصال وانفصال في آنٍ واحد، فصلة المبدع بتراثه الشعري وثقافته كصلة الابن بوالده، فهو مضافٌ إليه نسبةً، ومستقلٌّ عنه شخصيّة ووعياً، والأسد مجموعة من الخراف كما يقول المثل الإنجليزي. تتشكّل تجربة عبد الواحد الشعرية عبر دوائر أربع تنداح كما تنداح دوائر الماء حين يلقى فيه بحجر: دائرة الذات، ودائرة القبيلة، ودائرة الوطن، ودائرة الأمة الذي ميّز تجربة عبد الواحد عن شعراء جيله هو ذكاؤه الوجدانـي، وانغماسه في الشأن العام، وقدرته على التقاط المشاغل الاجتماعية، ومشاركة الناس فيها، فأصبحت قصائده كأنها مرافعة حجاجية عن هذه المشاغل، تجربة عبد الواحد الشعرية جديرة بالحفاوة والتكريم، وأصحاب هذه المبادرة لا يُكرّمون عبد الواحد، ولا يحتفون بتجربته فحسب، وإنما يكرّمون الإبداع، ويحتفون بالنجاح، ويثمّنون فاعلية المبدع في مجتمعه، وعضويته في الالتحام بأهله، والذود عن وطنه، والإخلاص لفنّه.

خاتمة

تجربة الشاعر عبد الواحد الزهراني، كما تناولها الدكتور صالح الزهراني، تمثل نموذجًا فريدًا للارتقاء بالشعر السعودي، حيث يلتقي فيه الفكر التقليدي بالحداثة والوعي الثقافي بالبعد الإبداعي. إنه شاعر استطاع أن يدمج بين التراث والابتكار، بين الذائقة الجماهيرية والبعد الأكاديمي، ليكون مصدر إلهام للشعراء والنقاد على حد سواء.

ولا يقتصر تأثيره على الكلمات فحسب، بل يمتد إلى قيم المجتمع والثقافة، حيث يصبح الشعر وسيلة لتحفيز الآخرين على الإبداع والتمسك بالهوية الوطنية، وتطوير مهارات التفكير النقدي. ومن هذا المنطلق، يبقى عبد الواحد الزهراني علامة مضيئة في المشهد الشعري السعودي، وحافزًا لكل من يسعى إلى الجمع بين الأصالة والتجديد، وبين الوفاء للتراث والابتكار المعاصر.

الإسم:
صالح بن سعيد الزهراني
المنصب:
شاعر وأكاديمي سعودي

إترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة تم وضع علامة عليها بـ *

الأعلى