الدكتور معجب العدواني

معجب العدواني

يُعَدّ الأستاذ الدكتور معجب العدواني أحد أبرز الأسماء الأكاديمية في المشهد النقدي والأدبي السعودي والعربي. بصفته أستاذ النقد والنظرية في قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة الملك سعود، ساهم العدواني في تطوير الدراسات النقدية عبر مؤلفاته المتنوعة التي تناولت السرد، والتأويل، والموروث الثقافي، والحداثة الأدبية، والنقد البيئي. ومن خلال كتبه مثل رماد الكتب، ومرايا التأويل، والحداثة في الأدب السعودي، أثبت قدرته على الغوص في أعماق النصوص وتحليل الأنساق الخفية التي تشكل الثقافة العربية الحديثة. وقد نال عام 2018 جائزة وزارة الثقافة والإعلام السعودية تقديراً لإسهاماته في الحقل النقدي.

وعند حديثه عن الشاعر الدكتور عبد الواحد بن سعود الزهراني، قدّم العدواني شهادة مميزة تكشف عمق التجربة الشعرية لهذا الاسم الاستثنائي.

حيث قال:

“انطلقت نصوص الشاعر شفاهيّة لكنها حظيت بتوثيق كتابيّ اجتاز التدوين على الورق إلى الكتابة بماء الحب على تجاويف القلوب ..لقد اطلعت على تجربة شاعرنا منذ وقت بعيد، حينما بدأ صبيًا يرافق والده الشاعر إلى ميادين العرضة، متدربًا على صناعة الشعر، ومحاطًا بعدد من أساطينه الذين يعتدّ بهم، ولا يشقّ لهم غبار في ذلك؛ لذا لم يكن طريقه سهلًا محاطًا بالورود، بل كان طريقًا مرصوفًا بالتحدّي.”

هذا الاقتباس يضيء على مسيرة عبد الواحد الشعرية، التي بدأت من الميدان الشعبي الشفاهي، لكنها لم تتوقف عند حدود التلقي الشفوي، بل تحولت إلى نصوص مكتوبة تحمل نبض القلوب قبل أن تسكن الورق. يشير العدواني هنا إلى ثنائية أساسية في تجربة عبد الواحد: بين الجذور الشفاهية للشعر الجنوبي وبين وعي التوثيق الأكاديمي والفني، وهي ثنائية تجعل منه جسراً يربط بين التراث الشفوي والكتابة الحديثة.

لقد تشكلت تجربة عبد الواحد في بيئة صعبة، حيث لا يكفي مجرد الموهبة، بل يتطلب الأمر تمرساً، تدريباً، ومواجهةً مع عمالقة الميدان الشعري. فالمسيرة لم تكن محفوفة بالورود كما قال العدواني، بل كانت مليئة بالتحديات التي صنعت صلابة النصوص وعمقها. ومن هنا تبرز خصوصية عبد الواحد الذي استطاع أن يحول المعاناة والتجربة القاسية إلى إبداع شعري خالد.

إن شهادة أ.د. معجب العدواني ليست مجرد قراءة نقدية، بل هي اعتراف بقيمة عبد الواحد الزهراني كصوت شعري استطاع أن ينتقل من فضاء الشفاهة إلى فضاء التوثيق، ومن حدود المحلية إلى آفاق أوسع. لقد كتب عبد الواحد نصوصه بمداد الانتماء والحب، وجعل من شعره خريطةً للهوية وذاكرةً للأجيال. وهكذا، يظل إرثه الأدبي شاهداً على شاعر لم يكتفِ بالتقليد، بل ابتكر مساره الخاص وسط دروبٍ لم تكن سهلة، ليصبح رمزاً من رموز الشعر الجنوبي والعربي على السواء.

الإسم:
أ.د. معجب العدواني
المنصب:
أستاذ النقد والنظرية

إترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة تم وضع علامة عليها بـ *

الأعلى