قصيدة خط الجنوب للشاعر عبدالواحد بن سعود الزهراني واحدة من النصوص التي تمزج بين الوجدان والواقع، حيث يحوّل الشاعر الطريق إلى رمز للمعاناة والاختبار. يبدأ النص بعبارة قوية: قال أبو متعب الله لا يا خط الجنوب، ليضع القارئ أمام صورة درامية لطريق يرهق سالكيه، يعرّضهم للعطش والتعب، ويخطف منهم الراحة. العنوان قصيدة خط الجنوب يعكس هذه التجربة، إذ يصبح الطريق رمزًا للمسيرة الصعبة التي لا تنفصل عن تفاصيل الحياة.
النص من أسلوب البدع والرد، حيث يُقدَّم في البدع مشهد مرهق للطريق وما يخلفه من معاناة، ثم يأتي الرد ليكشف عن موقف الشاعر من هذه المعاناة، راسمًا صورة للاستمرار والرضا. وبذلك تتحول قصيدة خط الجنوب إلى لوحة شعرية تتجاوز وصف الطريق لتعبّر عن معنى أعمق للحياة والسفر.
البدع / عبدالواحد
قال ابو متعب الله لا يا خط الجنــــــــوب
كلها جرعة وثنتين حتين يروون العطاشـــــي
وانت عطشان ما تروى على ما شــربت من الدما
يقولون ان نهر النيل في كل عام لة ضحيـــــة
وضــــــحاياك يا نهر الشقا والعنا عدات الوف
ومقاتيلك اكثر من ضحايا الحـــروب ومالكوارث
اسرة تختطفها واســــــرة شملها يتبــعثرى
كم غلام يقول احرمتني من مناي ومن شبابــــي
ويتيما يقلك يا طـــــريق الجنـــوب ايتمتني
الدموع الذي فالعين فجرت منها ما تحــــــجر
وســـــفكت الدما واحـــرمت الاكباد فيلذاتها
الرد / عبدالواحد
ابغي سقفا يفييني وثوبا يغطي على الجـــــنوب
وابغى اللة يعطيني ولاابغى من اصــحاب العطاشى
وانا ماني على ما فات متحـــــــسفا ومندمى
ما ابغى اغسل الماضي بماي العيون المضــــحية
كل شوفا يعيش الحــــزن يعمى ويتعــدى تلوف
ون توفو ملوك الارض مانــــي لذاك الملك وارث
عشت عيشة كفاف وكنني ضاميا يتبــــــع ثرى
ما ابغى ادق باب اللاش والايـــــدق اللاش بابي
خل دنياك يا قلبــــــي على ما تريــد وتمتني
عالمي ما تقيدة القيود الوثاق وما تحـــــــجر
وانا ما عاد بـــي الاتغرق اــــلروح في لذاتها
قصيدة خط الجنوب تعكس تجربة السفر بما فيها من مشقة ومعاناة، لكنها تتجاوز الوصف لتصبح استعارة عن مسيرة الإنسان في الحياة. في البدع، يرسم الشاعر صورة للطريق كوحش يلتهم المسافرين، حيث يتضاعف العطش والفقد حتى يصير الطريق قاتلًا، يحصد الأرواح كما تفعل الحروب. هذه الصورة المكثفة تجعل العنوان قصيدة خط الجنوب رمزًا للمعاناة الجماعية.
أما الرد، فيأتي بنبرة أكثر رضا وقناعة، إذ يطلب الشاعر ستر الله وعطاءه، رافضًا أن يغسل الماضي بدموع جديدة. هنا يتحول النص إلى درس في القبول والرضا، حيث الطريق مهما كان قاسيًا يظل جزءًا من التجربة. العنوان قصيدة خط الجنوب يظل حاضرًا كعلامة على أن الشعر لا يصف فحسب، بل يعبّر عن فلسفة في مواجهة الحياة.
إن قصيدة خط الجنوب لعبدالواحد الزهراني نص وجداني صادق يجمع بين القسوة والرضا، بين مشقة الطريق وقوة القبول. تكرار العنوان قصيدة خط الجنوب في المقال يعزز الكلمة المفتاحية، ويمنح النص مكانته في الذاكرة الشعرية.
لقد استطاع الشاعر أن يجعل من الطريق صورة للحياة ذاتها: قاسية أحيانًا، لكنها لا تخلو من رجاء. وهكذا تبقى قصيدة خط الجنوب نصًا خالدًا، يجمع بين واقعية التجربة وعمق الشعور، ليظل شاهدًا على أن الشعر قادر على أن يحوّل المعاناة إلى أثر أدبي خالد.