قصيدة نقوش الكفوف للشاعر عبدالواحد بن سعود الزهراني تكشف عن جانب وجداني عاطفي عميق في تجربته الشعرية. يبدأ النص بعبارة: أقول يا بو كفوف زينتها نقوشي، حيث يُدخل القارئ في عالم من الصور الشعرية التي تجمع بين الجمال الخارجي والعاطفة الداخلية. إن العنوان قصيدة نقوش الكفوف يلخّص الرؤية التي يقدمها الشاعر: الكفوف رمز للجمال والهوى، والنقوش رمز للزينة التي تختلط بدماء العشاق وآلامهم.
النص يتبع أسلوب البدع والرد، حيث يتناول البدع مشهدًا تصويريًا بديعًا يمزج بين النقوش والحب الموجع، ثم يأتي الرد ليؤكد على أن الحب، مهما كان صعبًا، يبقى قدرًا محتومًا. بذلك تتحول قصيدة نقوش الكفوف إلى نص شعري متكامل يجمع بين الرمز والبوح العاطفي.
البدع / عبدالواحد
اقولـة يـا بـو كـفـوف زينتـهـا نقـوشـي
مـدري بلـون الشجـر ولاصبغهـا مـن الـدم
اظـن يـا هيـل مـا خضبـت كفـك وحنيـت
هــذي بقـايـا دم العـشـاق مــاذا بحـنـا
الرد / عبدالواحد
اهل المحبة من انـواع السهـر مـا نقـو ا شـي
الحـب دربـة صعيـب وكـل عاشـق مـنـدم
يامـا تجرعـت مـن مـر الصبابـة وحنـيـت
علـيـك يـالـي بسكـيـن الـهـوا ذابحـنـا
قصيدة نقوش الكفوف تعكس بعمق كيف يستطيع الشاعر أن يمزج بين الصورة الحسية والمعنى الوجداني. في البدع، يستخدم الزهراني النقوش على الكفوف كرمز مزدوج: فهي من جهة زينة وجمال، ومن جهة أخرى أثر لدماء العاشقين وما تركه الهوى من جراح. هذا التوظيف الرمزي يجعل القارئ يرى الجمال والجرح في صورة واحدة.
أما في الرد، فيقدّم الشاعر صورة وجدانية مؤثرة، حيث يؤكد أن الحب درب صعب، وأن السهر والمعاناة جزء من قدر العاشق. يذكّر القارئ بأن طريق العشق ليس مفروشًا بالورود، بل محفوف بالتضحيات والآلام. إن تكرار العنوان قصيدة نقوش الكفوف في هذا المقال يؤكد على مكانة النص كواحد من أبرز الأعمال الوجدانية للشاعر.
النص يبرز قدرة عبدالواحد على أن يجعل من التفاصيل البسيطة – مثل الكفوف والنقوش – رموزًا تحمل أبعادًا عاطفية وفلسفية، وهو ما يعكس براعة الشاعر في تحويل المألوف إلى تجربة شعرية مدهشة.
إن قصيدة نقوش الكفوف لعبدالواحد الزهراني نص وجداني عميق يعبّر عن الحب بما يحمله من جمال وألم في آن واحد. تكرار العنوان قصيدة نقوش الكفوف في هذا المقال يعزز الكلمة المفتاحية، ويمنح النص حضوره في ذاكرة القارئ.
لقد نجح الشاعر في أن يجعل من النقوش رمزًا للحب الموشوم على الجسد والروح معًا، ومن السهر والندم لغة للعاشقين الذين يعرفون أن الهوى لا يُعاش بلا ثمن. وهكذا تبقى قصيدة نقوش الكفوف علامة بارزة في تجربة الزهراني الشعرية، نصًا خالدًا يجمع بين الصورة والوجدان في أبهى صورة.