قصيدة يا سلامي لكم يا بهجة القلب للشاعر عبدالواحد بن سعود الزهراني واحدة من النصوص القصيرة التي تحمل قيمة كبيرة رغم قلة أبياتها. في هذه القصيدة التي جاءت بعنوان يا سلامي لكم يا بهجة القلب، نلمح بوحًا شعريًا صادقًا يمجّد العين بوصفها مرآة للروح وميزانًا للأحاسيس. لم يكن اختيار هذا العنوان اعتباطيًا، بل لأنه يمثّل مفتاح النص، ويُعيدنا إلى جوهر العلاقة بين البصر والوجدان. ومن خلال هذا المقال سنعيد قراءة قصيدة يا سلامي لكم يا بهجة القلب كلوحة وجدانية تعكس صفاء الشعور ورهافة التعبير.
يا سلامي لكم يا بهجة القلب يـا نـور العيـون
فانها العين يفرح قلب الانسان من ترميشه بها
واللي في باقي اقسام الجسد مـا يوازنهـا وزن
فإن بعض العرب ما يفضح اسراره إلا لون عينه
وإن بعض العرب ما يقسـم إلا بعينـه ذا قسـم
والله إن العيون اتوازن الروح حتى عند الأعمى
عين الأعمى تعز عليه وإن كان ما يبصر بها
قصيدة يا سلامي لكم يا بهجة القلب تكشف أن الشعر لا يحتاج إلى طولٍ ليكون مؤثرًا؛ بل يكفي أن يضع اليد على جوهر المعنى ليبقى خالدًا في الذاكرة. من خلال هذا النص، نجح عبدالواحد الزهراني في أن يجعل العين رمزًا للحب والصدق والبوح، فصار العنوان يا سلامي لكم يا بهجة القلب كلمة مفتاحية لقصيدة قصيرة لكنها واسعة الدلالة. إن هذا النص يؤكد أن الشعر قادر على أن يحوّل تفاصيل صغيرة – مثل رمشة العين – إلى مجازٍ خالد في ذاكرة الأدب.
تأتي قصيدة يا سلامي لكم يا بهجة القلب في إطار وجداني قصير ومكثّف، حيث يركّز الشاعر على العين بوصفها مركز التعبير وأداة الكشف عن الأسرار. نلحظ في كل بيت ارتباط العين بالقلب، وبالروح، وبالقَسَم، حتى عند الأعمى الذي لا يُبصر لكنه يظل يقدّر قيمة العين. هذا التركيب يجعل من يا سلامي لكم يا بهجة القلب نصًا غنيًا رغم قصره، إذ يُعيد تعريف العين باعتبارها مفتاحًا للإنسان وعمقًا وجدانيًا لا يقارن بأي عضو آخر. البنية الإيقاعية البسيطة واللغة المباشرة تفتح النص أمام كل قارئ ليشعر بقربه وسهولته.