قصيدة يا بحر لا تخطف مني حبيبي للشاعر عبدالواحد بن سعود الزهراني تمثل صورة وجدانية صادقة للحب حين يمتزج بالخوف من الفقد. يبدأ النص بمخاطبة البحر، ذلك الرمز الكبير للقوة والعمق، ليطلب منه الشاعر ألا يسلبه أحب الناس إليه. اختيار العنوان قصيدة يا بحر لا تخطف مني حبيبي يضع القارئ مباشرة أمام ثنائية: الحب كقيمة إنسانية، والبحر كقوة لا تُقاوم.
النص من نمط البدع والرد، حيث يقدم البدع صورة الخوف والتوسل، فيما يأتي الرد ليوازنها برؤية أخرى تستحضر إرادة الحبيب وحريته في الاختيار. بذلك تتحول قصيدة يا بحر لا تخطف مني حبيبي إلى حوار داخلي بين الأمل والخوف، بين التعلق والقبول.
البدع / عبدالواحد
يا بحر لا تخطـف منـي حبيبـي وانـا اشـوف
يكفيـك مـن ولعـة ربـي بحـبـك وبـهـواك
وفوق موجـك كنـوز وفيـك لولـو ومرجـان
اراة يقـرب ويبـعـد بـيـن مــد وجــزر ا
واما انـت تحنـي عليـة وتاخـذ المـوج علـة
الرد / عبدالواحد
يا صاحبي جف دمعي من عيونـي ونـا شـوف
الامـر بيديـك والحـالـة بكيـفـك وبـهـواك
لا تتـرك القلـب يبقـى بيـن يـاس ومرجـان
درب المحبـة هبـا فـي القلـب تعبـة وجـزرا
ما يترك الحـب وان كـان الهـوى موجـع لـة
قصيدة يا بحر لا تخطف مني حبيبي تحمل صورًا شعرية غنية، حيث البحر رمز للخطر والفقد، والحبيب رمز للحياة والرجاء. في البدع، يناجي الشاعر البحر طالبًا منه ألا يسلبه حبيبه، في مشهد يفيض عاطفة وخوفًا. يصف الموج بالمد والجزر كاستعارة لحضور الحبيب وغيابه، مما يعكس حالة التوتر التي يعيشها العاشق.
أما في الرد، فيأتي الشاعر بنبرة واقعية أكثر، إذ يوجّه حديثه للحبيب مباشرة، معترفًا بأن الأمر بيد الحبيب وحده، لا بيد البحر. هذه النقلة من الخوف إلى التسليم تكشف عن عمق التجربة العاطفية: فالحب ليس فقط تمسكًا، بل قبولًا حتى بما يوجعه. إن العنوان قصيدة يا بحر لا تخطف مني حبيبي يتكرر هنا ليعكس مركزية الفكرة، ويؤكد أن النص عنيف في صدقه بقدر ما هو رقيق في لغته.
إن قصيدة يا بحر لا تخطف مني حبيبي لعبدالواحد الزهراني نص وجداني خالد، يعكس معاناة العاشق بين الخوف من الفقد والتسليم للحب. تكرار العنوان قصيدة يا بحر لا تخطف مني حبيبي في هذا المقال يرسّخ حضوره ككلمة مفتاحية، ويمنح النص مكانته في التجربة الشعرية.
لقد نجح الشاعر في أن يجعل من البحر والحبيب رمزين متقابلين: البحر قوة تهدد، والحبيب نور يُرجى. بهذا تصبح قصيدة يا بحر لا تخطف مني حبيبي أكثر من مجرد أبيات؛ إنها لوحة وجدانية خالدة تذكّر القارئ بأن الحب الحقيقي هو الجمع بين الخوف والأمل، بين التشبث والقبول.