قصيدة نكير ومنكر للشاعر عبدالواحد بن سعود الزهراني من النصوص التي تكشف عن براعته في المحاورة، حيث يجمع بين البدع والرد في صياغة واحدة. منذ أن يرد العنوان قصيدة نكير ومنكر، ندخل إلى عالم شعري يمزج بين الحلم والرؤيا، وبين الخوف والمواجهة، وبين السؤال والجواب. إنها قصيدة تضع القارئ في فضاء رمزي عميق، حيث تتحوّل المخيلة إلى ساحة صراع بين النفس والواقع.
هذا النص يكشف عن جانب مختلف من إبداع الشاعر، إذ يقدّم تجربة حلمية تبدأ بالموت والرهبة، ثم تنقلب بالرد إلى بارقة أمل ومعنى جديد. إن قصيدة نكير ومنكر تجسّد التوازن بين القلق والرجاء، وتجعل الشعر مساحة للتفريغ والمكاشفة.
البدع / عبدالواحد
امس ونا مــــــسافر نام قلبي وعيني وش غفت
او اني ما رقدت وشــــفت حلم من احلام اليقاضى
طحت في قبضة نكير بن منكر ومنكر بن نكيــــر
حسيت ان الحليب الي رضعتة خرج من تحت ضفري
يوم قالو لنا وش تعرف عن بلاد العم ســــــام
قلت ويش اعرفة عن جرة الخمر عن بيــت الدعارة
والربا والقمار وغسل الاموال والكيل الطفيــــف
دولة ودها تصبــــــــح ولايات العالم ولايا
دولة تشعل العالم حروب وتدعي للـــــــسلام
كيف مااقول شيخ البيت الابيض يهودي من يـهودي
واكثر اقفال واشـــــنطن مفاتيحها في تلبيــب
بوش يرسل علينا بوش من بوش الاب لبوـش الابنا
هكذا كل ما جا بوش جالة ولد ســــــماة بوش
قال وش يعرف المذكور عن قصــة ابراج التجارة
قلت واقسم برب البيت ماهو بنا طيــــــحتها
الرد / عبدالواحد
يامن اشغل قلوب الناس وتعلقت بة واشــــغفت
يامن يزور ما ينزار يا القاضي اللي ما يقاضـــى
يامن ان قدر اللة ينقذ الناس من كرب نكـــــير
يا نصيـــبي ويا باقي نصيبي من الدنيا وضفري
ودي ما اشيلك الا فوق جفني واعلق لك وســـام
جيتك انخاك ما جيتك ترجع ســـلف وترد عارة
فن هم الفتى قتال لو كان مقدارة طفيــــــف
ما بقي من حروف اللا بجديات لاهمـــزة ولايا
صرت اسلم على اصحاب الغلا ما يردون السـلام
اصبح المسرع المتهور الطايش اول من يــهودي
واقدام القشر ما تتزاحم الا على بيت اللبيــــب
وحنا نضحك ونتشلبين مع عالم يا بواشــلــبنا
لو طلبنا عسل دسو لنا فالعــسل ســـما هبوش
قلبي ابيض كما ثوبي والايام غبراجت تـــجارا
كان عندي قرون وشفت طلبة ولا طيـــــحتها
قصيدة نكير ومنكر تمثل حوارًا داخليًا مزدوجًا بين الخوف والرجاء، بين البدع المليء بالصور الحلمية المخيفة، والرد الذي يعيد التوازن. في البدع نرى الخوف من الموت وسؤال القبر، ونلمح رموزًا سياسية واجتماعية تعكس قلق الشاعر من العالم. أما الرد فيأتي ليعيد الثقة، ويحوّل المشهد إلى مقاومة وأمل.
البنية الثنائية بين البدع والرد تمنح النص قوة مضاعفة، حيث يتجاوب الصوتان في لعبة شعرية متوازنة. العنوان قصيدة نكير ومنكر يظل مفتاح النص، ويؤكد على قدرة الشاعر في استخدام الرمز الديني والاجتماعي لتصوير صراع داخلي عميق.
قصيدة نكير ومنكر لعبدالواحد الزهراني تكشف عن شاعرية متمرّدة قادرة على الجمع بين الخوف والرجاء في نص واحد. من خلال تكرار العنوان قصيدة نكير ومنكر داخل المقال، يترسّخ حضور النص كأحد أبرز محاور الإبداع الشعري الذي جمع بين الرؤيا والموقف.
إنها قصيدة تعكس أن الشعر ليس فقط لغة للتطريب، بل مساحة لتفريغ الأسئلة الكبرى عن الحياة والموت والمعنى. وبهذا تبقى قصيدة نكير ومنكر علامة فارقة في تجربة الزهراني، ونصًا خالدًا في الذاكرة الشعرية المعاصرة.