قصيدة كتاب الحياة عبدالواحد الزهراني من النصوص الشعرية التي تحمل طابعًا فلسفيًا عميقًا وتجربة وجدانية صادقة. منذ البيت الأول يضع الشاعر القارئ أمام مجاز واسع: الحياة كتاب يُكتب مرة، ويُقرأ مرة أخرى، لتصبح التجربة الإنسانية أشبه بصفحات مفتوحة مليئة بالصور والجروح والذكريات. إن اختيار العنوان “قصيدة كتاب الحياة عبدالواحد الزهراني” لا يعكس مجرد تسمية لنص شعري، بل هو رؤية فكرية تستدعي التأمل في علاقة الإنسان بالزمن والمعرفة.
القصيدة نفسها تُبنى على أسلوب البدع والرد الذي اشتهر به الشاعر، حيث يُقدّم البدع صورة حية مليئة بالحيرة والتناقضات، ثم يأتي الرد ليعيد المعنى إلى مساره الصحيح ويكشف عن قوة المواجهة. وهنا يتجلّى توازن النص بين الوجدان والفكر، بين الحزن والأمل، بين السؤال والجواب.
البدع / عبدالواحد
مـرة حياتـي كتـاب ومـرة اقــرا كـتـاب
لااليوم حاول يضمـد لـي جروحـي ولا امـس
طبعـت مـن قصـة ايامـي ميـات الـصـور
واحتـرت مـا بيـن صورتهـا وبيـن اصلهـا
الرد / عبدالواحد
يا سمعـي اللـي بهـرج الـزور وقـراك تـاب
بينـه وبيـن السمـا الدنيـا عنـا قـا ولـمـس
مـا عرقلتـه الحـواجـز واقتـحـام الـصـور
يلثـم السـيـف والخنـجـر يـبـي نصلـهـا
هذه الأبيات تجعل من “قصيدة كتاب الحياة عبدالواحد الزهراني” نصًا رمزيًا لا يُقرأ قراءة سطحية، بل يفتح بابًا للتأمل في أن الحياة كتاب لا تنتهي صفحاته، وأن الإنسان في كل مرحلة إمّا كاتب يخط تجربته أو قارئ يعيد اكتشاف ذاته. في البدع، يظهر الحزن والتشتت بين الماضي والحاضر، أما في الرد فيتجلى الثبات والإصرار على تجاوز العقبات.
إن القيمة الحقيقية لهذه القصيدة تكمن في قدرتها على تحويل التجربة الشخصية إلى تأمل إنساني عام، يجعل القارئ يعيد النظر في حياته وكأنها كتاب مفتوح يحتاج دومًا إلى قراءة جديدة. وهكذا يثبت الشاعر أن الشعر ليس مجرد كلمات موزونة، بل أداة فلسفية ووجدانية تضيء مسار الإنسان في رحلته مع الزمن.
قصيدة كتاب الحياة عبدالواحد الزهراني تظل شاهدة على أن الكلمة الصادقة تبقى خالدة، تعبر حدود اللحظة إلى تجربة وجودية شاملة، حيث تتحول الجروح والصور إلى وعي ومعرفة، وحيث يظل الإنسان يكتب ويقرأ ذاته بلا توقف.