تُعد قصيدة عن الملك عبد الله بن عبد العزيز نصًا شعريًا يعكس التقدير والوفاء لرجل حمل على عاتقه مسؤولية نهضة المملكة والحفاظ على أصالتها. هذه القصيدة ليست مجرد أبيات شعرية، بل هي شهادة وجدانية على العلاقة بين الحاكم وشعبه، وحكاية تقدير من قلب الشعب للملك الذي جمع بين الحكمة والرؤية العملية والإحساس بالمسؤولية تجاه الجميع. القارئ يكتشف في هذه الأبيات عمق مشاعر الاحترام والتقدير التي يكنها الشاعر للملك الراحل، ويشعر بكيفية تأثير قيادته على حياة الناس من كل جوانبها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية.
غيم يا غيم يوم إنك رسول كريم إلى كريم
مد صوب الرياض ولاتوديت ماتحتاج تنشد
ما أظن الضيف يغوى بيت عبد الله بن عبد العزيز
وتضعيف وهو يعطيك كرسي وكانك تشتكي له
وأعطه إيدك وييافرحة يده من يدي المستضعفين
ثم إذا قال وش عندك قل أنا لفيتك باسم شعبك
البشر والشجر والطير والغير يهدونك سلام
كيف لا وانك اول حاكم ينزل الاسواق معنا
يوم أصريت تتعرف وش أسواقنا وأيش أكلنا
كيف لا وأنت أبو متعب نصير التطور والأصالة
والشهود القلم والسيف والكمبيوتر والجمل
كيف لاوانت يوم استقبلك شعبك المخلص بعرضة
رحت تعرض بسيفك بينهم لاجنود ولا حرس
كيف لاوانت لما سلط الله على جيزان حمى
رحت جيزان تتبدل مرضها بمنتجعات نيس
كيف لا وانت لما في القضية تعنت بوش الإبنا
رديت بحزم وألغيت الزيارة ولقنته دروس
لو كانوا كل حكام العرب مثلك الا مثل ظلك
والا مثل اسمك اللي لوطرق مسمع ابليس أرتجف
اصبح الما جليد وعالم المسلمين الثالث أول
واصبح الغرب شرق وكفت الأرض عن دورانها
القصيدة تُبرز شخصية الملك عبد الله بن عبد العزيز في أبهى صورها، إذ يظهر في الأبيات أنه القائد الذي يعرف شعبه، يتواصل معهم، ويشاركهم حياتهم اليومية، من الأسواق إلى القرارات الكبرى على مستوى المملكة. الشاعر يستخدم لغة تصويرية قوية تُمكن القارئ من تخيل مشهد الملك وهو يتفقد المدن ويستمع لمشكلات الناس، وهو ما يجعل قصيدة عن الملك عبد الله بن عبد العزيز أكثر من مجرد نص شعري؛ إنها تجربة تفاعلية مع تاريخ المملكة ورمزياتها القيادية.
كل بيت في هذه القصيدة يعكس القيم التي جسدها الملك الراحل، من اهتمامه بالناس والمستضعفين، إلى حسمه في القضايا الحساسة، وموقفه الثابت تجاه قضايا المملكة والعالم الإسلامي. هذه المشاهد الشعرية تجعل القارئ يشعر بأن القيادة ليست مجرد سلطة، بل التزام عميق تجاه الوطن والمجتمع، وهو ما يميز أسلوب الشاعر في تقديمه للملك عبد الله بن عبد العزيز.
كما أن القصيدة تسلط الضوء على روح الوفاء والولاء، حيث يجمع الشاعر بين الواقعية في وصف الأحداث اليومية وبين الرمزية في الإشادة بالشجاعة والحزم، ما يجعل النص غنيًا بمعاني القيم الإنسانية والسياسية والاجتماعية. القارئ يمكنه أن يتأمل كيف أن القرارات الصائبة، والانفتاح على الناس، والمشاركة في حياتهم اليومية يمكن أن تُحوّل تجربة القيادة إلى قصة تُحكى عبر الشعر.
إن قصيدة عن الملك عبد الله بن عبد العزيز ليست مجرد أبيات موزونة، بل لوحة شعرية تعكس علاقة الشعب بقيادته، وتُبرز مكانة الملك في قلب المملكة والعالم الإسلامي. هذه الأبيات تحفظ الذاكرة الوطنية وتقدّم نموذجًا للقيم التي يجب أن يُحتذى بها في القيادة، فالشاعر عبد الواحد الزهراني نجح في أن يحوّل تجربة وطنية وشخصية إلى نص خالِد يُلهم الأجيال، ويجعل من الشعر أداة للتاريخ والتقدير والوفاء.
