قصيدة ظلمت شعرك للشاعر عبدالواحد بن سعود الزهراني نص محاورة فريد، حيث يقدّم الشاعر في البدع صورة نقدية للجمال المصطنع، موجّهًا خطابه إلى من غيّر ملامحه بالصبغ والتكلف. منذ البيت الأول: ظلمت شعرك بهذا اللون يا صابغ له، يدخل القارئ في مواجهة بين الجمال الطبيعي والزينة المبالغ فيها. العنوان قصيدة ظلمت شعرك يحمل دلالات مباشرة، إذ يجمع بين الصدق في القول والجرأة في النقد.
النص جاء على طريقة المحاورة الشعرية (البدع والرد)، حيث وضع عبدالواحد البدع، فيما جاء الرد من الشاعر محمد حوقان ليكمل الحوار. هذه الثنائية تكشف عن حيوية الشعر الشعبي، وقدرته على مناقشة قضايا اجتماعية بروح شعرية رشيقة.
البدع / عبدالواحد
ضلمـت شعـرك بهـذا الـون يـا صابغـلـة
ماهـي بهـذي تساريحـة ولاهـي عطـاريـة
ماشي كما خلق ربـي وانـت يـا صابـغ ادرى
اهـواك مـن غيـر لا صبـغـة ولا مكيـاجـي
ارفـق بهـذا الجـمـال وخــل عالمكيجيـنـا
الرد / محمد حوقان
يقول ابـو خالـد القلـب الشقـي صـاب غلـه
من صاحب ما اقـدر اشوفـه ولا اذيـع طاريـه
ياغبن قلبي كمـا اللـي طـاح وانصـاب غـدرا
ياصاحبي لااصبـح العـاذل بـلا مـاك ياجـي
ابشـر بعلمـي يجيـك وخـل علمـك يجيـنـا
قصيدة ظلمت شعرك تطرح بجرأة قضية اجتماعية مرتبطة بمفهوم الجمال، حيث ينتقد الشاعر التصنع ويؤكد أن الطبيعة هي الأجمل. في البدع، يستخدم عبدالواحد صورًا واضحة لرفض التغيير بالصبغ والمكياج، مشددًا على أن الخلقة الإلهية أبهى من الزينة المصطنعة. أما الرد الذي جاء من محمد حوقان، فقد ركّز على الشجن العاطفي، مقدمًا صورة وجدانية مختلفة لكنها تكمل الحوار وتثريه.
إن العنوان قصيدة ظلمت شعرك يظل محور النص، إذ يجمع بين النقد الاجتماعي والرسالة الأخلاقية، ويحوّل الحوار الشعري إلى مساحة نقاش حية بين الشعراء. هذا التلاقي بين الرؤية النقدية والرد العاطفي يعكس ثراء المحاورة الشعرية وقدرتها على أن تكون مرآة للمجتمع.
إن قصيدة ظلمت شعرك لعبدالواحد الزهراني تمثل نموذجًا للشعر الشعبي الذي يتجاوز حدود الطرب ليصبح مساحة للتفكر والنقد الاجتماعي. تكرار العنوان قصيدة ظلمت شعرك في هذا المقال يعزز الكلمة المفتاحية ويجعل النص حاضرًا في ذاكرة القارئ.
لقد عبّر الشاعر في البدع عن موقفه من التصنع والجمال المبالغ فيه، فيما أضاف الرد بعدًا وجدانيًا يثري الحوار. وهكذا تتحول قصيدة ظلمت شعرك إلى نص محاورة مميز يجمع بين الصدق الفني والجرأة الاجتماعية، لتبقى علامة فارقة في تجربة الزهراني الشعرية.