الأعمال الكاملة

للشاعر عبدالواحد الزهراني

https://abdlwahed.com/wp-content/uploads/2025/09/white_bottom_01-big-size.png
bt_bb_section_bottom_section_coverage_image
اعتزاز

تُعد قصيدة صفر سبعة للشاعر عبدالواحد بن سعود الزهراني من النصوص التي تحمل في طياتها فخرًا عميقًا بالانتماء للجنوب، وتمجيدًا للعلم والمعرفة والشرف. العنوان نفسه «صفر سبعة» رمز للهوية، للرقم الذي تحوّل في الأبيات إلى أيقونة اعتزاز، لا كوصمة بل كوسام.
في هذه القصيدة، يدمج الزهراني بين الصور الجغرافية للجنوب، كالمطر والجبال والسماء، وبين الرموز العالمية للمعرفة، كالجامعات الكبرى في الشرق والغرب. إنها لوحة شعرية ترسم الجنوب كحاضن للكرامة، وكفضاء للعلم والوفاء، وتحوّل رقمًا بسيطًا إلى دلالة على الأصالة والمقاومة في مواجهة من يحاول تجريح الكرامة أو قتل المواهب.

البدع

حسبك الله على الروح التي حقدها فيها دفـــين
يالجنوب الذي لو قدروه الخلايق حق قـــدره

كان حتى ذراع البوصله ما يشير الا جنـــوب
الجنوب الوحيد اللي يجية المطر في موسمينــــا

واعلى قمة جبل واقرب بقاع الجزيرة للسمـــاء
ياجنوب الجزيرة ضمة احظانك اكثر من رسالـة

جا رجاجيل علم وجا رجاجيل حرب وجا ملـوك
والله ما هي بوصمة عار اذا قالوا انا صفر سبعـة

أي نعم صفر سبعة ضاق من ضاق ورضي من رضي
تشهد الارض والسبع السموات والسبع السنابل

والسبعة تحت ظل الله والسبعة ابواب العـــذاب
انشد الجامعات السبع والقاهره وارحاب الازهـر

وانشدوا هارفرد وكنبرج واكسفورد ومتشجــن
انا فيها حصلنا عا الشهادات وافاق المعـــارف

كل هذا ولا نرضى بما دون مرتبة الشــــرف
والغريب انا ما يهزابنا الاحثالة مجتمعنـــــا

ناس ما عندهم حاضر مشرف ولا ماضي تليــد
مادام ان الغرض قتل المواهب وتجريح الكرامــة

نعلبوا واحدا ما يحمل السيف ويناضل لهـــا

الرد

كانت احلامي اكبر من صحاري طموح الهادفـين
ما يحاصرني الا شي اسمه نصيب وحق قـــدره

وان بعض المواقف تنهب القلب من بين الجنوب
كان حظي كما الوسم الذي غبشوه الموسمينــا

يسحق الوسم والا يسحق الواسم اللي واسما
واهلنا ما وصل من عندهم لا كتاب ولا رسالـه

يافواد الشقى ياكثر ما نافقوك وجاملـــــوك
بعد ما مر ثلث الليل واقل من ثمنه وسبعـــه

واظلم الكون ما ضلا على سطح الارض يمر ضـي
التقينا وحد السيف هاوي وسهم وقوس نايــل

وارتشفنا من الحنظل والاشواك رشفات عــذاب
وانت ياللي زرعت الشوك لكن ما ثمر ولا ازهـر

قو صبرك ولا تحزن وعش في عذاب ومت شجـن
كنت عارف ولكن مادري اني بهذا العلم عارف

ما بعد عودة كفى لطرق النوافذ والشــــرف
احن الابهام والسباب اذا ما افترقنا ما اجتمعنــا

قل للايام ياجبارة العزم يا ماضي تليــــد
انا عندي مقاييس الغنى والبخاله والكرامـــه

ما دري اشبها والا عن الشمس وين اضلهـــا

الجنوب كرمز للهوية:
القصيدة تضع الجنوب في قلب النص، ليس كجغرافيا فقط، بل كرمز للقوة، للعطاء، للمطر الذي يأتي في موسمين، وللجبال التي تعانق السماء. الجنوب هنا هو الأصل، والهوية التي لا ينكرها أحد.
الرقم صفر سبعة:
تحوّل “صفر سبعة” من مجرد رقم إلى أيقونة فخر، يعلنه الشاعر بجرأة: «أي نعم صفر سبعة ضاق من ضاق ورضي من رضي». الرقم يصبح رمزًا للاعتزاز والانتماء، لا للعار.
الربط بين الجغرافيا والمعرفة:
يستحضر الشاعر الجامعات الكبرى: هارفرد، أكسفورد، كامبردج، الأزهر. هذه الاستدعاءات تجعل النص يتجاوز حدود المكان، ويعلن أن أبناء الجنوب بلغوا مراتب العلم في أرقى الجامعات، لكنهم في الوقت نفسه لا يرضون إلا بالشرف كقيمة أولى.
الرد والوعي بالخذلان:
في الرد، تتضح خيبة الأمل، ويظهر التناقض بين طموحات كبرى وصعوبات الواقع. لكنه لا يتخلى عن الأمل ولا عن قيمة الصبر، متمسكًا بالكرامة رغم العذاب.
اللغة الرمزية:
استخدام الرموز كالوسم، الحنظل، الأشواك، والسيف يجعل النص أكثر قوة، حيث تتحوّل التجارب الإنسانية إلى صور محسوسة تقرّب المعنى وتمنحه وقعًا عميقًا.
إن قصيدة صفر سبعة لعبدالواحد بن سعود الزهراني نص اعتزازي وجداني يجمع بين الفخر بالجنوب، وتمجيد العلم، والتشبث بالشرف كقيمة عليا. العنوان نفسه «صفر سبعة» يظل محور النص وكلمته المفتاحية، حيث تكراره يرسّخ رمزية الانتماء ويحوّله من رقم إلى مبدأ.
لقد نجح الشاعر في أن يجعل من الجنوب مرآة للكرامة، ومن العلم طريقًا للشرف، ومن الألم دعوة للصبر. وبذلك تبقى قصيدة صفر سبعة وثيقة شعرية خالدة، تذكّر بأن الفخر بالهوية والمعرفة معًا هما السبيل للبقاء والسمو.

إترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة تم وضع علامة عليها بـ *

الأعلى