الأعمال الكاملة

للشاعر عبدالواحد الزهراني

https://abdlwahed.com/wp-content/uploads/2025/09/white_bottom_01-big-size.png
bt_bb_section_bottom_section_coverage_image

قصيدة شهيد بني عتيبة

اعتزاز

بعد عقود من العطاء الشعري، كتب الشاعر عبدالواحد بن سعود الزهراني قصيدة شهيد بني عتيبة ليصوغ لوحة وطنية صادقة تمزج بين الفخر والوفاء، وتخلّد بطولة الشهداء الذين يفدون الوطن بدمائهم. في هذه القصيدة، يتناول الشاعر تجربة الفقد والشهادة من منظور وجداني ووطني، ليقدّم نصًا يكرّس قيم التضحية والانتماء.

القصيدة ليست مجرد رثاء لشهيد، بل إعلان موقف يفتخر فيه الشاعر بثبات الدولة وعدالتها في مواجهة المخالفين والمتاجرين بالممنوعات. العنوان قصيدة شهيد بني عتيبة يختزل الموضوع كله في كلمتين: الشهيد الذي ضحى بنفسه، والقبيلة التي أنجبته، والوطن الذي احتضن تضحيته.

بهذا، يتحول النص إلى نشيد يعبّر عن التلاحم بين المواطن والدولة، وعن قيمة الشهادة بوصفها شرفًا ومقامًا خالدًا.

البدع

لو بغيت ارتحل من تحت سقف القصر وانصا عشاش
ضاقت الارض والكون الرحيب اشتبه بره وبحـــره

والطمـوحـات ماهـلا غبـار يفرقهـا السمـــوم
قول واصرم حالي لا تقل واهناي وياسعـــــودي

قـام كل يضيـق وقـام يزمل حديـد مـن حديــد
افتقدت الوجوه وغادر الصاحب اللي منعتي بــــه

كنـي الحايـر اللي يطلب الليـن فـي صلب علــي
الحصون الوثيقة ما تظلي حطام وما تفيصـــــل

والخلايـق كما اوراق الشجـر يبتـدون وينتهــون
آدمــي يخفـظ روسنـا وآدمـي يرقــا بنـــا

الرد

يا بلدنـا على وجهك بياض الورق وانصى عشـاش
ما قـوي الرصاص اللي تروع منه سكـان بحــره

الا دمغة ووصمـة عـار في وجه تجـار السمــوم
رفـرفت رايت التوحيـد في هيبة الحكم السعــودي

دولـة تضـرب علـى يد المخالف بقبضه من حديـد
مـا خسـرنـا ولكنـا كسبنـا شهيـد مـن عتيبـه

فـي جنـوب الضمـاير ناقشين اسم فيصل بن علـي
يـا بلدنـا عسـا يفداك من غير فيصل ميت فيصـل

مـا طلبتيه بسيط امـوال تنعـاف وارواح تهــون
حتـى لـو ننـزف اخـر قطـرة من دمـي ارقابنـا

الأبعاد الفكرية في القصيدة
قصيدة شهيد بني عتيبة تمثل نصًا وطنيًا صريحًا، يجمع بين مشاعر الفخر والفقد. في البدع، يرسم الشاعر صورة إنسانية عن الاغتراب والضيق، وكأنه يمهد لفكرة التضحية التي ستأتي لاحقًا. الأبيات تحمل معاني الغربة الداخلية: الأرض ضاقت، الطموحات غطاها الغبار، والرفاق تفرّقوا، والحصون لم تعد كما كانت. هذه المشاهد تمثل خلفية لميلاد الشهادة والبطولة.
في الرد، يتحول النص إلى نشيد وطني واضح. يبدأ بـ يا بلدنـا على وجهك بياض الورق، إشارة إلى نقاء الوطن، ويؤكد أن الرصاص لا يستطيع أن يروعه، وأن الخزي الحقيقي يلحق بتجار السموم. الأبيات الأهم هي: ما خسـرنـا ولكنـا كسبنـا شهيـد مـن عتيبـه و في جنوب الضمائر ناقشين اسم فيصل بن علي. هنا، الشاعر يخلّد اسم الشهيد فيصل بن علي بوصفه رمزًا للتضحية، ويقدمه نموذجًا يفتدي الوطن بروحه.
بهذا، تتحول قصيدة شهيد بني عتيبة إلى بيان شعري عن العدل والحزم في الدولة السعودية، وعن أن الوطن لا يُشترى بالمال، بل تُفدى أراضيه بالدماء. البيت الأخير: حتى لو ننزف آخر قطرة من دمي ارقابنا يختصر الرسالة كلها: التضحية للوطن ليست خيارًا، بل واجبًا وشرفًا.
رمزية القصيدة
الشهيد فيصل بن علي: رمز للتضحية والبطولة والخلود في ذاكرة الوطن.
تجار السموم: صورة للفساد الذي لا مكان له في وطن يحكمه العدل.
رفرفة راية التوحيد: تأكيد على هوية الدولة وثباتها على القيم.
الدم مقابل الوطن: فلسفة أن الانتماء الحقيقي يتجاوز المال إلى الروح والدم.
الخاتمة
إن قصيدة شهيد بني عتيبة للشاعر عبدالواحد الزهراني نص وطني خالد، يعكس بطولة الشهيد فيصل بن علي ويكرّس قيم الوفاء والتضحية. تكرار العنوان قصيدة شهيد بني عتيبة في هذا المقال يعزز الكلمة المفتاحية ويجعل النص حاضرًا في الذاكرة الوطنية.

لقد استطاع الشاعر أن يحوّل رثاء الشهيد إلى نشيد فخر للوطن، وأن يجعل من أبياته رسالة للأجيال القادمة بأن الوطن يُبنى بالعدل ويُصان بالدماء. وهكذا تبقى قصيدة شهيد بني عتيبة وثيقة شعرية تذكّرنا بأن الشهداء هم تاج الأوطان، وأن الشعر الشعبي قادر على أن يخلّد أسمى المواقف والقيم.

إترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة تم وضع علامة عليها بـ *

الأعلى