الأعمال الكاملة

للشاعر عبدالواحد الزهراني

https://abdlwahed.com/wp-content/uploads/2025/09/white_bottom_01-big-size.png
bt_bb_section_bottom_section_coverage_image
يوم كنا سنة أولى ثانوي

قصيدة سبعة للشاعر عبدالواحد بن سعود الزهراني واحدة من النصوص الفريدة التي تحوّل العدد إلى رمز، والرمز إلى قصيدة، والقصيدة إلى خطاب وجداني وديني عميق. منذ أن يذكر الشاعر الرقم في عنوان النص قصيدة سبعة، يدخل القارئ في رحلة رمزية تتوزع على محطات العبادة، من قراءة الفاتحة إلى الطواف والسعي، ومن السموات السبع إلى أبواب النار. إن حضور العنوان قصيدة سبعة في صدر النص ليس مجرد تسمية، بل مفتاح يعيدنا إلى مركزية هذا العدد في حياة الإنسان وفي معاني الدين والعبادة.

بهذا النص، ينجح عبدالواحد الزهراني في أن يعيد صياغة الذاكرة الجمعية ويمنحها بعدًا شعريًا خالدًا، حيث يجتمع التكرار مع الإيقاع ليحوّل القصيدة إلى مدخل لفهم العلاقة بين الإنسان وربه. إنها قصيدة تذكير ودعوة وتأمل، تحمل روح الإيمان وتغلفها بلغة بسيطة وقريبة من القارئ.

يالله سالتك يوم للناس رجعه تغفر ذنوبي وتجعل لي قبـول وشفعـه

بعض الخلايق سبني صفر سبعه

وانا افتخر واعتز في صفر سبعـه

الفاتحه ابدأ بهـا كـل ركعـه

واياتهـا يـا وافـي العقل سبعـه

تلاوة القران في الاصل سبعه

وابواب تعذيبه فـي الحشـر سبعـه

والله جعل ايام الاسبوع سبعه

والارض سبعـه والسمـوات سبعـه

وابدأ نهاري بتمرات سبعه

واطوف في حجي علـى البيـت سبعـه

واسعى لطاعة منزّل الوحي سبعه

وارجمك يالشيطان بأحجار سبعـه

نسجد لباري الكون بأعضاء سبعـه

أوتر لرب العرش في الليل سبعـه

الجاهل الي سب اصله وفرعه

واللي جعل من الحقـد فنـه وطبعـه

ما سبني الا طامع فيه طمعه

للصيت يسعـى بيـن اهلـه وربعـه

حنا شيوخ الازد في كل بقعه

اهل الكـرم والجـود شيمـه وفزعـه

من رمانا بالشـر ينثـر جمعـه

لطامـة الغـاوي نبـادر بردعـه

لباسه البلجيك نفخر برفعه

نحمي الوطن والديـن مـن كـل بدعـه

مربى الاسد والنمر في ‍‍‍‍‍‍‍‍‍صفر سبعه

وحنا لنا في الحرب صوله وصرعه

نعّمر بيوت الله فرضا وجمعه

ونسبحـه فـي كـل سجـده وركعـه

قصيدة سبعة تبني بنيانها كله على رمز واحد، لكن هذا الرمز يتحوّل مع كل بيت إلى معنى جديد. السبعة هنا ليست مجرد عدد، بل دائرة حياة كاملة: في الدين هي عدد الفاتحة وأبواب الجنة وأيام الأسبوع، وفي الطقس هي الطواف والسعي ورمي الجمرات، وفي اليوميات هي التمرات التي يبدأ بها الصائم فطره. هذا التعدد يجعل من قصيدة سبعة نصًا رمزيًا شديد العمق، يجمع بين الإيمان والذاكرة الشعبية والشرف القبلي.

البنية القائمة على التكرار تمنح النص قوة إيقاعية تجعل الأبيات سهلة الحفظ والترديد، وهو ما يعكس وعي الشاعر بدور الشعر في التذكير والتعليم. الأهم أن العنوان قصيدة سبعة يظل المحور الذي يدور حوله كل بيت، حتى يصبح القارئ بعد الانتهاء وكأنه قد قرأ تفسيرًا شعريًا لمعنى العدد في الدين والحياة.

قصيدة سبعة لعبدالواحد الزهراني تؤكد أن الشعر قادر على أن يجعل من رقم بسيط رمزًا خالدًا يحمل معاني العبادة والانتماء والفخر. إن تكرار العنوان قصيدة سبعة في هذا المقال يرسّخ الكلمة المفتاحية ويعيدها إلى ذهن القارئ كعلامة على نص مميّز لا يُشبه غيره.

في النهاية، تبقى قصيدة سبعة نصًا رمزيًا فريدًا يربط بين الدين والحياة اليومية، ويمنح العدد مكانة شعرية تتجاوز وظيفته الحسابية. هنا ينجح الشعر في أن يكون ذكرى ووعظًا وفخرًا، ويثبت أن الكلمات البسيطة حين تُصاغ بصدق تتحوّل إلى أثر خالد.

إترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة تم وضع علامة عليها بـ *

الأعلى