قصيدة الطير بلا جناح للشاعر عبدالواحد بن سعود الزهراني من النصوص التي تجسد معاني الوفاء والاعتزاز بالقبيلة، حيث يستعير الشاعر صورة الطير المكسور ليعبّر عن حال الإنسان إذا تُرك وحيدًا بلا سند. في البدع يقول: يا الله لا خليتني وحدي كما طيرا بلا جناح، فاتحًا بابًا من الصور الوجدانية العميقة التي تجعل القارئ يعيش المعنى في بساطته وصدقه. إن العنوان قصيدة الطير بلا جناح يختزل هذه التجربة، إذ يجعل من الطير رمزًا للإنسان ومن الجناح رمزًا للسند والعزوة.
النص جاء على نمط البدع والرد، حيث يُطرح في البدع الخوف من الوحدة والخذلان، فيما يأتي الرد ليؤكد على الوفاء والاعتزاز بالقبيلة والهوية. بذلك تتحول قصيدة الطير بلا جناح إلى نص مزدوج: بوح وجداني ورسالة اعتزاز.
البدع / عبدالواحد
يااللة لاخليتني وحدي كما طيرا بلا جــــــناح
يلقاة الخير لو قصـــوجناح الطيروش ينهض بة؟
طايرا قصوا جناحيــــــة لو ان الود ودة مات
وانا ماني وحدي الافي جــــنوبي غامد وزهران
وانا يغنيني ويكفيني مســـــمى شاعر القيفين
والفتى من دون ربعة ما هو الا حـــفرة في قفرة
والرجال بدون شاعرهم كما المتهوم الاعـــجمي
ودنا نضحك على حزب البغاة وزمرة الحســـادي
خلها تصلى عذاب الغيظ دق اللة نــــــحوره
الرد / عبدالواحد
والله ما يقدر وزير العدل يحـــــسبني بلا جناح
انا من حضي لو اضما وطلب المالاخرجة من هضبة
واشعل القنديل من كحل الليالي الســـود والدهمات
وان سمرت اــسمر بجنب الغيمة اللي نورها زهراني
وابدع ابيات الملاحم ما اكتفي بالقاف والقيــــفين
واقفر بالدرب البعيد اللي من اول مســــتحيل قفرة
وازرع النخل الذي ما فية قطميرا ولا اعـــــجمي
كني اطا فوق السطح المشتري واعلى جناح الــسادي
ســــــــــاكنا في جنة الفردوس بين حورها
قصيدة الطير بلا جناح تبرز كيف يستطيع الشاعر أن يجعل من صورة بسيطة رمزًا عميقًا. في البدع، يتوسل الشاعر إلى الله ألا يتركه وحيدًا، مشبهًا نفسه بطير بلا جناح لا يستطيع الطيران. ثم يربط هذه الصورة بالوفاء للقبيلة، مشددًا على أن وجوده بين غامد وزهران يكفيه عزًا وكرامة. هكذا يظهر العنوان قصيدة الطير بلا جناح كرمز للوفاء والانتماء.
أما في الرد، فيصوغ الشاعر رؤية مغايرة، إذ يحوّل الصورة من الضعف إلى القوة، من الطير المكسور إلى الشاعر القادر على إشعال القناديل وكتابة الملاحم. هنا يتحول النص إلى تأكيد على أن الشاعر، بسنده وهويته، لا يُحسب ضعيفًا حتى لو واجه الشدائد. إن قصيدة الطير بلا جناح إذًا ليست فقط نصًا عن الوحدة، بل عن القوة التي يمنحها الانتماء.
إن قصيدة الطير بلا جناح لعبدالواحد الزهراني نص وجداني واعتزازي يجمع بين الخوف من الوحدة والاعتزاز بالقبيلة. تكرار العنوان قصيدة الطير بلا جناح في هذا المقال يعزز الكلمة المفتاحية ويؤكد مكانة النص كجزء من الذاكرة الشعرية.
لقد استطاع الشاعر أن يحوّل صورة الطير المكسور إلى رمز جامع لمعنى السند والعزوة، مثبتًا أن الانتماء قوة تحمي الإنسان من الانكسار. بهذا تبقى قصيدة الطير بلا جناح نصًا خالدًا يرسّخ الوفاء، ويمنح القارئ درسًا في أن الهوية والعزوة جناحان لا غنى عنهما للطيران في سماء الحياة.