الأعمال الكاملة

للشاعر عبدالواحد الزهراني

https://abdlwahed.com/wp-content/uploads/2025/09/white_bottom_01-big-size.png
bt_bb_section_bottom_section_coverage_image
يوم كنا سنة أولى ثانوي

في قصيدته «الذي مسلم» يتوجه الشاعر أ.د عبدالواحد بن سعود الزهراني بصوتٍ مؤثرٍ إلى معنى الأخوة الدينية والواجب الإنساني تجاه المظلومين، مستدعيًا صورة الإيمان كأساسٍ للوفاء والوقوف إلى جانب من يُبتلى. النص ينبض بالوجدان والصلاة والأمل، ويخاطب الضمائر colective والضمير الفردي على حد سواء، في زمنٍ تشتدّ فيه التجاذبات وتتصاعد فيه الصراعات. يتجلّى لدى الزهراني حرصٌ على الربط بين الصبر والعمل والدعاء، مع توظيف عناصر التصوير الديني والوطني في آنٍ واحد، ما يجعل القصيدة إعلان حالة وجدانية تتماهى مع وجع الأمة.

الـــــــــــبـــــــــــدع

الذي مسلم دينه على نهج دينـي صـار اخـي
ديني يفرض علي آمد كفي لجاري وانصر آخي

حتى لو نفقد الأرواح في نصرهم ما شي غبون
واخوتنا في بلاد البوسنة تغتالهم حرب العقيـدة

والنصارى بعوا يستبدلـون المنـارة بالصليـب
واتحاد الدول يعقد لهم مؤتمـر ومجالـس امنـا

واثر ذيـك الـدول يالله لهـا تحتمـي قواتها
وعلى كل مسلم مانعيـن الحـزام وحاضرينـا

والذخيرة تصل للصرب واعوانهم من كل صوب
أبشروا فان نصر الله موعود نصر بعد صبـرى

وابشـروا بعـد عـون الله بمداتنـا وبغيثـنـا
قوة الصرب والكروات يا كم قتيل شنعـت بـه

كيف نصبر على وحشيـة المـوت وشنوعيتـه

الـــــــــــــــــــــــرد

يا سلامي على اللي يلتقي كل صوت صارخـي
كم يظلي نهار المعركة من صياح ومن صراخي

تسمع النـاس يتناجـون باصواتهـم ويشغبـون
عندما تفقـد الرايـات تاجـي ورايتهـم عقيـدة

والشيم والحكم ما تسكن الا في الراس الصليب
وان لفا الضيف أقدم له مجال عسل ومجال سمنا

وقلـوب بغيـر الـزاد ياهـب لهـا قواتـها
وان دعاهم على من يشكي الظيم قالوا حاضرينا

من قلوب كم الصوان ما ينكسر من كل صـوب
عرجل يعمي الانذال ويذيقهـم مـر وصبـرى

فن الانذال مـا يبغـون مـدح ولا يبغـوا ثنـا
والله إنا على الزلة نلوم البطـل ونشـن عتبـة

واترك اللاش ما ندري عن اللاش ويش نوعيته

الأبعاد الفكرية والموضوعية

أخوة دينية كأفق أخلاقي: القصيدة تبدأ بإعلاء قيمة «الأخ» الديني، وتحوّل الانتماء الإيماني إلى معيارٍ للعمل والوقوف مع المظلومين. هذا بعد وجداني يفعّل القرب الإنساني ويجيز التضحية دفاعًا عن القيم المشتركة.
التعاطف والتضامن عبر الحدود: استدعاء مشهد البوسنة وتحميله معانٍ أوسع يجعل النص موقفًا إنسانيًا ضد العنف الطائفي، مع رفض للتبريرات السياسية التي قد تُبرّر القتل أو التسيس للضمائر.
الوعي السياسي والمرجعية الأخلاقية: الشاعر يشير إلى مؤسسات وهيئات دولية وتدخلات عسكرية ضمن سياق يُظهر تناقضًا بين النداءات الحقوقية والمؤتمرات من جهة، وواقع الدم والمعاناة من جهة أخرى — وبالتالي ينتقد ازدواجية المعايير في السياسة الدولية.
الصبر والعمل والإيمان: تكرار دعوات الصبر والاعتماد على «نصر الله» و«العون» يضع عنصرًا دينيًا مركزياً كتحفيز روحي ومصدر أمل، دون أن يتحول إلى تحريض؛ بل إلى تحفيز للتماسك والوقوف مع المظلومين.
لغة المواجهة الأخلاقية: الردّ في النص يظهر دفاعًا عن الكرامة والعدالة، واستنكارًا للجبن والتخاذل، مع تأكيد أن الفعل الحقيقي إما أن يكون بالمعونة أو بالرفض القاطع للظلم، وليس بالمجرد الكلام.

الخاتمة

«الذي مسلم» قصيدة وجدانية تختزل موقفًا إنسانيًا ودينيًا من معاناة الإخوة في ساحات الصراع. يعكس النص التوازن بين الدعاء والصمود، بين الإدانة الأخلاقية للظلم والدعوة إلى التضامن العملي. يقدم الزهراني هنا صوتًا يلتقط نبض الضمير، ويؤكد أن الوجدان الديني يمكن أن يكون منطلقًا للوقوف إلى جانب المظلومين عبر أفعالٍ صادقةٍ لا شعاراتٍ فارغة.

إترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة تم وضع علامة عليها بـ *

الأعلى