الأعمال الكاملة

للشاعر عبدالواحد الزهراني

https://abdlwahed.com/wp-content/uploads/2025/09/white_bottom_01-big-size.png
bt_bb_section_bottom_section_coverage_image

قصيدة أبصر الإسلام

وطني

قصيدة أبصر الإسلام للشاعر عبدالواحد بن سعود الزهراني تنتمي إلى النصوص التي تحمل طابعًا وجدانيًا واجتماعيًا في آن واحد. يبدأ الشاعر بقوله: ياشباب أبصر الإسلام مالت بها الدنيا ومال، ليضع القارئ في مواجهة مباشرة مع صورة لانحدار القيم وابتعاد الناس عن جوهر الدين. العنوان قصيدة أبصر الإسلام ليس مجرد تسمية، بل دعوة شعرية مفتوحة للتأمل وإعادة النظر في واقع تتقاذفه التغيرات.

هذا النص يعتمد على صيغة البدع والرد، وهو ما يمنحه ثنائية بديعة: في البدع يعرض الشاعر صورة الانكسار، حيث الإسلام مالت به الدنيا عن استقامته، بينما يأتي الرد ليعيد التوازن ويذكّر بدور الكرم والإيمان والجود كقيم باقية وسط الفوضى. بذلك تصبح قصيدة أبصر الإسلام شهادة شعرية على زمن التحولات، ورسالة تحمل عبق الاعتزاز بالقيم الثابتة.

البدع / عبدالواحد

ياشباب ابصر الاسلام مالت بهـا الدنيـا ومـال
كان الاسلام دين القـوة واليـوم ديـن الهاونينـا
سين يا سين ما يقدر يعيش الضعيف مـع القـوي
يا غبوني على الا سلام غبن الطيور على وكرهـا
لاتهدم وهـي فـي ضنهـا وكرهـا مـا يهدمـا
كل ما علمونا عن فتح الفتوح الجدود وما سمعنـا
قامت العين تبكيهـا وعيـن الفتـى تحـزن لهـا

الرد / عبدالواحد

ياسلامي عليكـم ياهـل جـود وتكريـم ومـال
مااسمع الاتراحيب الغـلا والنجـور الهـا ونينـا
وبيـوت الكـرم دخانهـا لـه سحـاب معلقـوي
عمروها على السفطان ماهو على حقـدا وكرهـا
والغدير الذي في جالهـم حـو لـوا مايـه دمـا
الاجاويد لاقالوا دخيلـك تفضـل وامـس معنـا
لاتـرد العزيمـه والبـيـوت الفتـايـح زاهــا

قصيدة أبصر الإسلام تبني رؤيتها على ثنائية واضحة: انحدار ثم اعتزاز. في البدع، يظهر القلق من صورة الإسلام الذي تلاعبت به الدنيا، وتحوّل من دين قوة إلى دين ضعف في نظر البعض. هذه الصورة تعكس وعي الشاعر بما يراه من تغير في موازين القيم، فيصوغها بلغة صريحة مؤلمة.

لكن الرد يعيد رسم المشهد، إذ يذكّر القارئ بالكرم والجود كقيم أصيلة لا تزول، ويشير إلى أن الأمل لا يزال قائمًا في بيوت العطاء والإيمان. هنا تتحول قصيدة أبصر الإسلام إلى نص يعكس التناقض بين التراجع الظاهر والقوة الكامنة في المجتمع، بين الحزن على ما فات والفخر بما يبقى.

إن هذا التوازن بين الشكوى والاعتزاز يبرز قدرة عبدالواحد الزهراني على جعل الشعر وسيلة للتعبير عن الهم الجمعي وفي الوقت نفسه أداة لتعزيز الثقة بالقيم.

إن قصيدة أبصر الإسلام لعبدالواحد الزهراني ليست مجرد أبيات في الرثاء أو الشكوى، بل نص وجداني واجتماعي يعبّر عن انكسار القيم من جهة، ويستدعي الكرم والجود من جهة أخرى. تكرار العنوان قصيدة أبصر الإسلام في المقال يعزز حضور الكلمة المفتاحية ويؤكد مكانة النص في الذاكرة الشعرية.

لقد أبدع الشاعر في أن يحوّل قلقه على الدين والمجتمع إلى قصيدة تحمل رسالة، تجمع بين الحزن على ما ضاع والفخر بما بقي. بهذا تظل قصيدة أبصر الإسلام نصًا خالدًا يذكّر القارئ بأن القيم الأصيلة، وإن ضعفت مظاهرها أحيانًا، تظل راسخة في ضمير الأمة.

إترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول المطلوبة تم وضع علامة عليها بـ *

الأعلى