
لعل أرسطو منحنا بعدا للنظر في عمق دلالات ثقافة التكريم قال :
“ما نكرّسه من فضيلة في حياتنا هو ما يُخلّدنا”
في كل مجتمع رجال تُقاس قيمتهم بما يتركونه من أثر في حياة الآخرين رجال تتحول سيرتهم إلى جسور بين الأجيال وقناديل تضيء دروب المجتمع ومن هؤلاء الشيخ فيصل بن خاتم الذي لم يكتف أن يكون رجل أعمال ناجحا بل أراد أن يكون حاملًا لرسالة وامتدادًا حيّا لاسم والده الراحل الشيخ خاتم الخاتم رحمه الله الذي كان مدرسة في البذل والعطاء وصاحب قلب آمن أن الخير الحقيقي ما يبقى أثره في النفوس قبل أن يلمس الأيدي
فيصل بن خاتم لا يمشي وحده في دروب العطاء فإلى جواره يقف إخوته الكرام كحلقة متينة من الدعم والمؤازرة يصنعون معا ذاكرة اجتماعية عريقة ويثبتون أن العائلة التي تتقاسم العطاء تتقاسم الخلود في وجدان مجتمعها هذا الالتفاف الأسري ليس مجرد صلة دم بل شراكة في المبدأ ورسالة حياة إذ يمد كل واحد منهم يده لتبقى شجرة العطاء باسقة لا تعرف الذبول
ولعل رعاية فيصل لحفل تكريم الشاعر الدكتور عبدالواحد بن سعود الزهراني تمثل وجها آخر لهذا المشروع الإنساني حيث يعيد المال إلى أصله النبيل أداة لصناعة الجمال وحفظ الذاكرة فيصل هنا لا يقدّم تبرعا بل يقدّم موقفا أن المجتمع لا يحيا إلا حين يحتفي بمبدعيه وأن الوفاء ليس ترفا اجتماعيا بل ركن من أركان العدالة الرمزية التي تحفظ للناس قيمتهم
وإذا كان فيصل قد اختار أن يكون راعيا لهذا الحفل فإن الدكتور عبدالواحد يستحق أن يكون مكرما فيه فهو صوت شعري حمل وجدان الشعر على امتداد جغرافيته وأحد الذين أسهموا في حفظ ذائقة القصيدة وذاكرتها الفنية إن تكريمه اليوم ليس احتفاء بشاعر فحسب بل احتفاء بمشروع إبداعي تجاوز حدود المكان ليترك أثره في فضاء الشعر كله ويؤكد أن الكلمة الصادقة قادرة على أن تصنع وجدانًا وتخلّد ذاكرة أمة
هذا التكريم أكثر من حفل هو فعل تربوي يزرع في وعي الأجيال أن الاحتفاء بالمبدعين جزء من صناعة المستقبل وأن الوفاء قيمة وطنية لا تموت والأجمل أن هذا الحضور الإنساني يذكّرنا بأن الخير لا ينقطع ما دام هناك من يحمله وأن البذرة التي زرعها الشيخ خاتم رحمه الله في قلوب أبنائه ستظل تنمو جيلا بعد جيل لتظل مجتمعهم بظلال العطاء ما دام في الأرض من يذكر الفضل ويعترف بالجميل
إن رعاية هذا التكريم ليست مجرد مبادرة كريمة بل هي استدعاء لذاكرة الشيخ خاتم الرجل الذي خلدته أفعاله في وجدان الناس وجعلت من اسمه دعاء على ألسنة كل من عرفه أو عرف أثره فقد حوّل العطاء إلى نهج حياة وجعل من استثماراته وسيلة لصناعة الأثر لا مجرد الربح علّم أبناءه أن الإنسان يُقاس بما يتركه من أثر وأن الوفاء للقيم والناس لا يزول بزوال الزمان لذلك ظل اسمه منارة للعطاء يتذكّرها المجتمع جيلا بعد جيل ويستمر أثره في كل شبر من الوطن وخارجه ليكون الدعاء له في ظهر الغيب جزءا من وفاء الأحياء لذكراه .


سادن الحرف هو شاعر وأكاديمي سعودي من جنوب المملكة، نشأ محاطًا بجمال الطبيعة وحب الكلمة منذ طفولته. جمع بين الشعر والتعليم، وترك بصمة واضحة في الساحة الأدبية والتربوية، حيث واصل الإبداع بين القاعات والمجالس. قصائده تتنوع بين الوطنية والاجتماعية والوجدانية، وصدّرت له مكانة مرموقة بين الجمهور والنقاد. اكتشف رحلته الشعرية والأكاديمية كاملة عند زيارة صفحة الشاعر، لتعرف أكثر عن إنجازاته ومسيرته الغنية.





Found online therapy to be as effective or more have effective than traditional therapy.
Online therapy is more convenient than traditional therapy for you to fit a session into your day.
Percantage of clients experiencing clinically significant change within first 3 months.
